Wednesday, August 3, 2011

من فضلك احترس من شعبك


عاشت مصر اليوم الموافق الثالث من اغسطس لعام 2011. هذا العام الذى يعتبر من اغرب الاعوام التى مرت على مصر من بدايته بانفجار كنيسة القديسيين الى اليوم الذى تمت فيه محاكمة القرن بمحاكمة الرئيس السابق لمصر و الذى قضى ثلاثون عام فى الحكم. كان الله فى عوننا و الحمدلله.

ان هذا اليوم سيسطره التاريخ و يكتب لقد انتصر الشعب و هزم الباطل و انسحق الفساد. سيكتب التاريخ ان المصريين فقط باصواتهم الجهورية و ارادتهم الفولاذية قد اسقط راس نظام دام لثلاثون عام. نظام ارهق المصريين و اهانهم و داس بارجله عليهم و لم يسمع لهم, و لم ينظر لهم من الاساس.

يحضرنى الان موقف انه فى اليوم السابع و العشرون من يناير الماضى لعام 2011. عندما تجاهل الرئيسي الاسبق المظاهرات المنددة بفساده , تجاهلا مستفزا و مهينا لارادة شعبه. يحضرنى عندنا كنت اتحدث مع بعض الاصدقاء و انا متعجبة كيف له يتجاهلنا بهذه الطريقة و يتمادى فى هذا الامر بطريقة مهينة و يقوم بالاتصال بالرئيس الفلسطينى كى يطمئن على الاحوال هناك!!!! اين شعبك ايها الرئيس الاسبق؟ كيف لك ان تتجاهله بهذة الطريقة؟ هل تسنى لك ان تتخيل انها ستكون النهاية لك و لحكمك!!!

هل كان يعرف انه يدق اخر مسمارا فى نعشه و انه سيصبح بهذه الحالة لا يدرى من و متى و اين و كيف وصل لهذه الامر؟ هل كان يعرف انه سيقف وراء القضبان و الشعب سيقف خارجة يشاهدة و يتشفي فيه و ينظر اليه تارة بعين الشفقة و تاره بعين التشفي و تارة بعين الحسرة.

لا انكر عندما شاهدته يدخل القفص فقد ارتعشت و سالت دموعي. لم ادرى فرحا ام حزنا و لكنى ظللت اردد الحمدلله الحمدلله الحمدلله و الله اكبر. لم اتشفي و لم اشمت, و لكنى احسست احساس جميلا بانه عدل الله. عدل الله لمن ظلم و اصر على ظلمه. عدل الله.

ادهشتنى صورته و ضعفة المستكين خلف قوته المزعومة. ادهشتنى كيف اننا نجحنا بفضل الله و حمده فى ان نطرق راس الفساد الى ان تدمر بهذا الشكل. هل كانوا يعلمون انهم سيقال عنهم المتهمين و سيقفوا طوابير فى داخل القفص و الناس تهينهم على هذا النحو. هل اتعظوا؟ هل اعترفوا بينهم وبين انفسهم بما كانوا يقترفونه فى حق هذا الشعب العظيم؟ و اننا كنا مثل الجمال نتحمل فى وهن و ضعف كل ما يفعلوه بنا.؟ هل علموا الان ان دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب؟ و ان الله هو المنتقم الجبار. هل اتعظوا؟

لماذا اذا لم يتعظ كل الحكام العرب بما حدث؟ هل الفكرة تكمن فى ان ابادة شعبهم سيجعلهم ملوك لاخر العمر؟ هل تناسوا عقاب الله عز و جل و انه المنتقم و انه يقف دائما و ابدا مع المظلومين؟ هل الموعظة هنا كانت انهم لن و لم يتنحوا عن عروشهم من اجل ارادة شعوبهم؟ هيهات .

سياتى اليوم الذى يدمرهم الله بافعالهم و ظلمهم بشعوبهم, سياتى اليوم الذى سيتذوقون فيه مرارة الذل و الحزن و الاهانة . سيأتى اليوم الذين سيندمون فيه اشد الندم فى وقت لا ينفع فيه الندم. احترسوا من شعوبكم ايها الحكام. احسنوا الى شعوبكم ليس لكم خيار . اتعظوا و ليكن مبارك موعظة لكم.